عَلّمَتنِي فِلِسْطِين ღ
كانت أول قصيدة قرأتها عن فلسطين عندما كنت في المدرسة الابتدائية ، كانت تتكلم عن أطفال الحجارة ، هؤلاء الأطفال الأبطال الذين لا يخافون من جنود الاحتلال ، كنت منبهرة بشجاعتهم وقوتهم ووقوفهم أمام الجنود الصهاينة بصدور عارية ، في أيديهم حجارة يرمونها بمهارة بكل قوة وجدارة ، بدأت أكبرُ وأكبر وفي قلبي حب فطري لفلسطين وتقديس أبدي لأرض القدس والمسجد الأقصى المبارك .
ولكن هذا الحب بدأ يكبر ويكبر عندما تعرفت على غزة ، لا أخفيكم أمرا أنني لم أكن اعرف كل مدن فلسطين ، ولكن عندما سمعت عن حصار غزة ورأيت المعاناة والمأساة تعاطفت كثيرا مع هذا الشعب، وبدأت ابحث عن فلسطين أكثر وأتابع كل الأخبار التي تتعلق بها، كنت أتابع أخبار حصار غزة وكنت أرى منهم الصمود والثبات والصبر والعزة ، فانبهرت حقا بعظمة هذا الشعب ، ولكنني انبهرت أكثر عندما رأيتُ صمودهم وثباتهم وصبرهم أثناء الحرب على غزة سنة 2008 ، كانت تلك بداية العشق الأبدي لأرض فلسطين وخاصة أرض غزة.
غزة ذلك القطاع الصغير ذو الشعب الكبير ، شعب لم أرى مثلَه نظير ، لقد ثبت وصمد وصبر طول سنوات الحصار والقتل والدمار ، بإيمان صادق ، وصبرٍ واثق ، بنفسٍ أبِيّة وروحٍ زكِيّة ، مؤمنة رضيّة ، كم قدّم من الشهداء والجرحى الأوفياء ، بدمائهم الطّاهرة وأرواحهم الصابرة ، زرعوا فينا حب الجهاد وعشق الوطن والبلاد ، غرسوا فينا قوة الإيمان والثقة بالرّحمان ، وعلّمونا أن لا نستسلم للأحزان.
صِدقًا لم أتعلم معنى العزة إلا من أهل غزة ، ولم أذق طعم الصبر إلا من صُناع النصر ، فقد نصرهم الله تعالى نصرا عظيما بإيمانهم وثباتهم وتضحياتهم وثقتهم فيه وتوكلهم عليه ، فاستحقوا الرضوان والنصر من الرحمان.
ازددت عشقاً وهياما لفلسطين عندما رأيت من أهلها كل هذا ، وأصبح قلبي يخفق بحبها كلما ذُكِرَ اسمها، فتمنيت أن أزورها وأراها وأُقبِّل ثراها ، فأصبح ترابها كالذهب بل وأكثر وحجارتها كالماسِ بالنسبة الي. وكيف لا أحبها وقد اصطفاها الله تعالى واختار أنبياءه ليعيشوا فيها ، بل وكيف لا أعشقها وقد وطأت أرضها قدما رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرتين ورأت عيناه نورها.
فلسطين لا أدري ماذا أقول لكِ، فانا مقصرة كثيرا معكِ، أرجو منكِ أن تسامحيني فهل تقبلين؟ أتمنى أن تضُمّيني فهل تفعلين؟ أحبكِ يا نبضَ قلبي ، أحبكِ يا فلسطين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق