الأحد، 23 أكتوبر 2011

تَـــخَـــيّــــل !


تَخَيَّلْ !



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد:

~
قدر الله عز وجل لأبينا آدم  عليه السلام عددا محددا من الذرية تهبط إلى الأرض لتؤدي اختبار العبودية ، كنتَ أنت واحدا منهم ، وشهدت المشهد العظيم الذي اخذ الله فيه العهد من جميع ذرية آدم على عبادته {وإذ أخذَ ربُكَ من بني آدم من ظهورهم ذُرِيتَهُمْ وأشهدهم على أنفسهم ألسْتُ بِربكم قالوا بلى شهدنا}[الأعراف:172]

لم يختر احد من البشر المكان، أو البيئة ، أو الأبوين ،  أو الشكل الذي ستحل روحه فيه ، ويؤدي من خلاله الامتحان ، ولكن بلا شك أن نزولك إلى الأرض في هذا الزمان وهذا المكان الذي نحيا فيه له مميزات ضخمة تدل على سبق فضل واجتباء عظيم من الله لك.

سبق فضل الزمان:

هيا بنا نطلق لخيالنا العنان ، وليتخيل كل منا انه قد ولد في زمان آخر غير الزمان الذي ولد فيه,
تخيل انك قد ولدت في  زمان قوم لوط ، لتجد نفسك عافاك الله من أبناء أسرة تقترف أسوأ أنواع الفاحشة والعياذ بالله…ماذا كنت ستفعل؟!
ألا توافقني انه اختبار قاس كان عليك اجتيازه، وان نسبة نجاحك فيه لا شك ضعيفة؟!
تخيل لو انك ولدت في زمن التتار ،أو محاكم التفتيش ماذا كنت ستفعل؟!
ألا ترى في تجنيبك كل ذلك عظيم حب ربك لك، وسبق فضله عليك أن أوجدك في هذا الزمان.

تيسير الحياة:

تخيل انك في هذا الزمان أصبت بضعف في النظر ماذا كنت ستفعل ؟ أتدري حجم الصعوبات التي كنت ستواجهها بنظرك الضعيف؟
تخيل نفسك تريد السفر إلى مكة أو المدينة..كم من الأيام كنت ستقضيها على ظهر بعيرك لتصل إلى مقصودِك؟ تخيل…تخيل

سبق فضل المكان:

هب انك قد ولدت في هذا الزمان بالفعل ، ولكن في مكان آخر غير الذي تحيا فيه الآن ، تخيل انك قد ولدت في أدغال افريقيا أو في الاسكيمو،
أو في أماكن الفيضانات والزلازل أو الأعاصير أو البراكين
تخيل انك ولدت في أماكن الفتن والاضطهاد للمسلمين كتركستان والفلبين والكشمير و…..ماذا عساك تفعل؟
إن هؤلاء المظطهدين شاء الله عز وجل لهم ان يكونوا في هذه الاماكن ليؤدوا امتحان عبوديتهم لله بخاصة في مادة الصبر، وجزاؤهم عظيم إذا اجتازو هذا الامتحان{ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}[الزمر:10] ولكنه بلا شك امتحان قاسٍ عصمك الله منه.

الوالدان:

تخيل انك ولدت في هذا الزمان وهذا المكان ولكن….لأبوين نصرانيين  أو يهوديين أو بوذيين أو ملحدين أو شيوعيين أو هندوسيين ،،،ماذا كنت ستفعل؟!
امتحان عصيب عصمك الله منه، بان خلقك لأبوين مسلمين..أليس كذلك؟

اللسان العربي:

ولكن هب انك قد خلقت من أبوين مسلمين لكنهما يتحدثان غير العربية كاللغه الفارسية أو الأردية أو الصينية..ماذا كنت ستفعل لكي تفهم القرآن وتتأثر بآياته ، نعم هؤلاء عليهم تعلم العربية ليفهموا القرآن ويتأثروا به ، ولكن الا ترى في ذلك عظيم  فضل الله عليك ان أوجدك في بيئة تتحدث اللغة العربية؟

سبق الفضل في العافيه :

تفكر ثم تفكر في مدى حب ربك لك ، وسبق فضله عليك قبل أن تولد وذلك فيما سبق من جوانب ، ثم تفكر في جانب عظيم من جوانب سبق الفضل الإلهي لك ، ألا وهو سبق الفضل في العافية.
فلقد قدّر الله عز وجل أن يولد عدد من الناس وبهم عيوب خلقية في القلب أو قصور في المخ،أو خلل في الأطراف كامتحان لهم من ناحية ، ولإظهار نعمته على المعافين من ناحية أخرى،ومع ذلك ،لم تكن أنت بفضل الله منهم.

ان النقص والبلاء الذي يصيب المرء ليس اهانة بل امتحان على صاحبه ان يجتازه،وكذلك فان الفضل والعطاء ليس كرامة بل امتحان ايضا ..
والحقيقة التي لا مرية فيها ان الله عز وجل يحب عباده جميعا ويريد لهم الخير ، فان اختص أحدا منهم بشيء فهو سبحانه يريد من وراء ذلك أن يشكره عليها ، وأن ينفع عباده به كما جاء في الحديث :[ ان لله تعالى أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد،ويقرهم فيها ما بذلوها،فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم]

هل رأيت اذًا مدى حب الله لك ونعمه الكثيرة التي أنعمها عليك ،،فحافظ عليها إذا واستخدمها في طاعته واشكره دوما عليها كي لا تحرم منها...

[[[[ ~  اللهم لكَ الحَمْدُ لِجَلالِ وجهِكَ وعَظيمِ سُلْطانِك ~ ]]]]
الحمد لله
الحمد لله
الحمد لله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق