الاثنين، 24 أكتوبر 2011

وَقْفة تأمُّـــل ..}

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




{ وَقْفَةُ تَأمُّـل!




في يوم من أيام الربيع الجميل، كنت أتجول مع صديقاتي في الجامعة، فلَفتَتْ انتباهي بعض الأزهار الجميلة، وقفتُ قَلِيلا ولَمَستُ واحِدةً منها، وصرتُ أتأملها وأُمعِنُ النّظر فيها و أقول:{ سبحان الله ما أجملها! ما أجمل ألوانها المتناسقة! ما أروع أوراقها! سبحانكَ اللهم ما أعظمك!}، فقالت لي صديقتي :{ مابكِ !! ألم تُشاهدي زهرةً في حياتكِ!!}، قُلتُ لها: بلا، ولكنني لم أكن أشاهدها مثلما أشاهدها الآن، لقد كنتُ عمياء حقا، كنت أمرُّ عليها وأشاهدها بنظرة عادية، لم أكن أتأملها وأستشعر بعظمةِ الخالقِ الجليلِ فيها..


صدقوني في تلكَ اللحظة شعرتُ بشعورٍ غريب حقا، شعرتُ وكأنني أرى زهرةً لأول مرةٍ في حياتي !! لا أدري كيف أصف لكم هذا الشعور، لقد دققتُ النظر فيها كثيرا وتأملتُ كلّ جزءٍ منها، فماذا لو تأملتُ خلاياها!سبحان الله ما أعظمك!


وأنتم إخوتي في الله ، هل تأملتهم يوماً مخلوقاتِ الله العظيمة ؟ هل استشعرتم بعظمة الخالق وقدرته، وانه خلق كلًّ شيء بميزان؟





هل تأملتم يوما هذه السماء الواسعة ؟ هل سألتم أنفسكم لماذا ليس لها حدود؟ أو لماذا لونها أزرق ؟ ولمذا لا تقع علينا؟
ستجدون الاجابة في قوله تعالى :
{أفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلى السَّمَاءِ فَوقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ}[ق : 6]
{ وَجَعَلْنَا السَّمّاءَ سَقْفًا محفوظًا وَهُم عَن آيَاتِهَا مُعرِضُونَ} [ الأنبياء:32]







هل تأملتم يوما في تلك الجبال الشامخة ؟
الراسخة الثابتة ، الصامدة أمام الرياح؟
من خلقها وسواها ؟
{وَجَعَلْنَا فِي الأرضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِم وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلاً لَّعَلَّهُم يَهْتَدُون}



أم هل تأملتم في تلك البغوضةِ الصغيرة ، لمذا ذكرها الله في القرآن الكريم؟
ولماذا ضرب بها الأمثال؟
قال الله تعالى :{إِنَّ الله لاَ يَسْتَحِي أن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوقَهَا فأمّا الذّينَ ءامَنُوا فَيَعْلَمُونَ أنّهُ الحَقُّ مِن ربِّهِم وأمّا الذِّينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذاَ أَرَادَ الله بَهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كثِيراً وَيَهدِي بِهِ كثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفَاسِقِين}[البقرة:26]
ماذا كان يعني الله تعالى بمافوقها؟
ستجدون الاجابة هنا

وهل تأملتم في تلك النملة الضعيفة، التي تستطيع ان تحمل أضعافا من وزنها!
وهل سألتم أنفسكم يوما لمذا قال الله تعالى:
{حَتَّى إِذَا أَتَوا على وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأيُّهَا النَّملُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُم لا يَحْطِمَنَّكُم سُلَيْمَانُ وَجُنُودُه وَهُم لاَ يَشعُرُون }[النمل:18]
لماذا لم يقل ليدهسنكم مثلا؟!
ستجدون الاجابة هنا



لازالت هنالك العديد من الأمثلة التي لا تعد ولا تحصى، والتي لم يكتشفها العلماء حتى الآن،



أليست هذه نعماً يجب علينا أن نحمد الله عليها وان نسبحه ونعظمه في كل وقت؟


صدق الله عندما قال : إنما يخشى الله من عباده العلماء


لان العلماء هم أكثر الناس معرفة بمخلوقات الله ، وكلما زاد علمنا بكل تفاصيل وأجزاء هذا الكون العظيم زاد حبنا وتقديرنا وتعظيمنا لخالقنا الجليل ، وزادت خشيتنا وقوِيَ إيماننا




أسأل الله ان لا يجعلنا من الذين قال عنهم :


{وكأيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السّمَاوَاتِ والأَرْضِ يَمُرّوُنَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُون } [يوسف: 105]


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق